عُــزلـة

’’ أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة. أريد أن أعطي بسخاء، أريد ان يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر. ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر. سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء ،،

عندما قرأت ما كتبه الطيب صالح كنت في وسط عزلتي أحسست بأن الكلام موجه إلي و كانه يقصدني بكل شطر كتبه، فادركت بأن العزلة تشبهني، فتساءلت لماذا ما زالت صفحاتي بيضاء مائلة لصفره وكان مر عليها زمن طويل لم تفتح!. كان قرار العزلة يتبادر إلى ذهني منذ زمن لكني وصلت متأخرة.

قرأت عن أشخاص كثير قد مارسوا العزلة وسمعت تجاربهم بتفاصيلها ، أحدى التجارب التي أبهرتني مقابلة يوسف الدويس في بودكاست فنجان كانت حلقة مثرية جداً بالنسبة لي، لكني لست هنا أكتب لك عن سلبيات مواقع التواصل أو ماذا يؤثر عليك فقد سبقني الكثير عن الحديث عنها، ولا سأكون مصلحة اجتماعية أحدثكم عما يفترض أن تفعله و كيف يجب أن تقضي وقتك ، بالنسبة لي هذه كله لا يضيف لي شيئًا، لا يوجد هناك قوانين تدرس حتى يجعلك شخص ناجحاً ، أنت قانون نفسك تتحكم بها كيف ما تشاء ، و لا أحد يستطيع أن يفهمك أكثر من نفسك فالمفتاح بحوزتك عليك فقط أن تدير القفل كيفما شئت و ليس كما يشاؤون .

رغبت من قراري هذا أن أرى نفسي، كيف هي تضاريسها؟ ما معالمها! أين أنا؟ أين وجهتي؟ من أكون؟ ولمن أنتمي؟! وقتها أحسست بفراغ عندما تبادر إلى ذهني كل هذي الأسئلة، تساءلت هل حقيقة أني لا أملك الاجابات؟ إذا ماذا كنت أفعل طوال هذا الوقت؟ إلى ماذا كنت أسعى! أين كنت أذهب بنفسي؟ وحديث لا ينتهي.

لكن أدركتني عزلتي في 3 أسابيع التي قضيتها رغم أنني أحسست بأنها بدت ناقصة أو هكذا تبادر إلي لكن كانت كفيلة لأجابتها على أسئلتي التي في وقتها حسبت أن ما بجعبتي فارغ، كنت في دوامة من الضوضاء لدرجة أني لم أنتبه ولم أسمع لتساؤلاتي يوما. لطالما كنت أحسب نفسي أعرف ماذا أريد لكني كنت واهمه فأنا في مفترق الطريق ولا أدري إلي أي اتجاه سأذهب، كان هناك خطب بي بالفعل.

في هذي التجربة التي خضتها أحببت أن أحدثكم عنها لأنه جعلتني أدرك من الامور الكثيرة التي تحدث من حولي و أنا لست مدركة لها،أصبح لدي من الوقت الفراغ الكثير لأنظر ما بحوزتي و ما أستطيع أن أفعل، عملتُ على أمور كثير كانت مؤجلة بحجة أني لا أمتلك وقت، الخلل ليس بالوقت بل بنا، ربما لدى كل و احد منكم أمر يستطيع أن يفعله و هو قادر عليه لكن في زحمة الحياة لا نراها،أنا متأكدة بأن كل منا داخله شيئًا مختلف لم يدركه بعد ، أحيانا العزلة مطلب يعيد لك التوازن بين كل الضوضاء من حولك

.